كتب @AlSanaa:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإخوتي وأخواتي المهندسين والمهندسات؛
مقال نافع - بحوله تعالى - حيث التّوجيه وطيب التّذكير.إكسير التأثير
- د. جمال يوسف الهمبلي.
//
/
قراءة القراءة ( قراءة في كتاب )
[color=blue ذًا "إكسير التأثير" هو الخلطة العجيبة المكوَّنة من المادة العلمية (معلومات)، وطريقة تقديمها (مهارات)، وبمعنى آخر:
إكسير التأثير = معلومات مفيدة + مهارات عديدة.
• ومن الطبيعي أنك تسأل: أيهما أهم: المعلومات أم المهارات؟
الإجابة من خلال دراسة عُمِلت في جامعة هارفارد، والتي تشير إلى أن 93% من عملية الاتصال غير ملفوظ، فمَن يسعى في التأثير فليركِّز على الأهم، وهو لغة الجسد والصوت، مع إعطاء المعلومة حقها من الصدق والأمانة والمناسبة.[/color]
• وأظنك بشوق لتعرف ما مهارات لُغة الجسد والصوت؟
فأقول: مهارات لغة الجسد والصوت كثيرةٌ ومتنوعة، وسأشير إلى أهم ثلاثٍ منها:
- إذا أردت لمستمعك أن ينام، فعليك الحديث بمستوى صوت واحد وبنغمة واحدة، والعكس صحيح، اقرأ معي: "كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّتْ عيناه، وعلا صوتُه واشتدَّ غضبُه، حتى كأنه مُنذِرُ جيشٍ"؛ مسلم 867.
يا تُرى كيف سيكون صوت مَن ينذر مِن قدوم جيش؟!
ومِن المتفق عليه أن "التناغم الصوتي" ليس عمليةً عشوائية، لكنها عملية مقنَّنة، هدفها زيادة التأثير وإيصال الرسالة إلى الأعماق.
- تشير العديد من الدراسات إلى أن الإنسان يتحدَّث بسرعة 150 - 300 كلمة في الدقيقة، وأن العقل البشري يمكنه استيعاب 400 كلمة في الدقيقة، مما يعني وجود فراغ ذهني، وهذا يعبَّأ بلغة الجسد والصوت، ومِن أهم مهارات لغة الجسد: حركة اليدين "لغة الإشارة"؛ فهما البريد غير الملفوظ إلى قلب المقابل، استَمِع لهذه الكلمة "وشبَّك بين أصابعه"، لقد فعلها حبيبُنا صلى الله عليه وسلم في أكثر من 20 حديثًا، وكلمة ((كهاتينِ)) - يقصد أصبعيه - أكثر من 30 حديثًا، وغيرها كثير في أحاديثه صلى الله عليه وسلم..
/
3. الحواسُّ الخمس هي النوافذ التي يطلُّ بها الإنسان على العالَم الخارجي، وتشير العديد من الدراسات أن الإنسان يتعلَّم عن طريق هذه الحواس بنِسَبٍ مختلفة، لكنها تتَّفِق على أن أعلى درجاتِ التعلم، وبالتالي التأثير ورسوخ المعلومة - هو الجمع بين أكثر من حاسة، وخاصة حاستَي السمع والبصر، ومن هنا تأتي أهمية مهارة "توظيف الصور"، سواء كانت ثابتة أم متحركة، وكما يقول البعض: رُبَّ صورة أبلغ من ألف كلمة، وإليك هذا الموقف: خَطَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم خَطًّا مُرَبَّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوَسَطِ خارِجًا منهُ، وخَطَّ خُطَطًا صِغارًا إلى هذا الذي في الوَسَطِ مِن جانِبِهِ الذي في الوَسَطِ، وقال: ((هذا الإنسان، وهذا أجَلُهُ مُحيطٌ بهِ - أو: قَدْ أحاطَ بِهِ - وهذا الذي هو خارِجٌ: أمَلُهُ، وهذِهِ الخُطَطُ الصِّغارُ: الأعراضُ، فإن أخطَأهُ هذا نَهَشَهُ هذا، وإن أخطَأهُ هذا نَهَشَهُ هذا))؛ البخاري 6417.
• وأَولى الناس باستخدام هذا الإكسير هم المسلمون عمومًا، وأهل الدعوة خصوصًا، والدعاة على وجه الخصوص، والعلماء بأخص الخصوص؛ وذلك لعدة أسباب، سأكتفي بذكر خمسةٍ فقط:
• "كلنا": المسلمون مطالَبون بالدعوة على بصيرة، كما دعا الرسولُ صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]، ومِن المتفق عليه أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي "البلاغ المبين"، فقد ذكرها الله تعالى في سبعة مواضع من كتابه الكريم، ومن معاني المبين أن يكون بيِّنًا واضحًا محبَّبًا للمدعوِّ؛ فلعله أن يؤمن به، وهذا يستلزم (مهارات بالإضافة إلى المعلومات). ً.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُتبع بمشيئة الله تعالى.
المنشورات: 2
المشاركون: 1