كتب @AlSanaa:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
مادّة قيمة. أسأله تعالى أن ننتفع بها جميعًا./
خواطر قرآنية ( ما أجمل أن تعلم )
/
/
1- ما أجملَ أن تَعْلَمَ:
أن الذين تخاف منهم، هم أشدُّ خوفًا منك!
وكن على ذكرٍ لدعوة مؤمن آل فرعون؛
قال تعالى: ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44]، والنتيجة:
قال تعالى: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45].
2- أن تعلم:
أن المظلوم إذا قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل"،
فقد نقل ﻣﻠﻒ قضيَّته من العباد إلى ربِّ العباد!
وقد كان يزيد بن حاتم المُهلَّبي (ت: 170) يقول:
"والله ما هِبْتُ شيئًا قطُّ مثل هيبتي لرجل ظلمتُه، وأنا أعلم أنْ لا ناصرَ له إلا اللهُ تعالى، فيقول: حسبك الله، الله بيني وبينك!"[1].
3- أن تعلم:
أن اليمَّ الذي أنجى الله فيه عبده موسى وهو في غاية ضعفه كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ﴾ [القصص: 7]، هو اليم الذي أغرق فيه فرعون وجنده وهم في غاية قوَّتِهم: ﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 40].
4- أن تعلم:
أن أصحاب موسى لما خافوا من فرعونَ، نادَوا: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، فأجابهم بثقة: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، فانقلب ذلك الإدراك المخيف إلى سلاح أدرك عدوَّهم، وقضى عليه؛ أليس قد قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ﴾ [يونس: 90]؟
، فكلما شعرت بالهموم تحاصرُك، والحيرة تملأ أقطارَ نفسِك، فارحل بها إلى الله سبحانه، هناك تجد الطمأنينة وبَرْد اليقين.
6- أن تعلم:
أن النارَ لم تحرقْ إبراهيم،
والسِّكِّين لم يذبح إسماعيل،
والبحر لم يُغرِق موسى،
والحوت لم يؤذِ يونس،
بإذن الله تعالى، فكن مع الله سبحانه، فهو ينصرُك من غير أهلٍ ولا عشيرةٍ....
7- أن تعلم:
أن الله سبحانه ليس غافلًا عن أصحاب الأُخدود الجُدد!
عندما كنت أقرأ سورة البروج في عهد الطفولة، كانت صورةُ الأخدود تمثِّل لي رعبًا، ويذهب بيَ الخيال إلى بشاعته، وإجرام الطغاة المنفذين له...،
وهي جريمة كانت تقع في العصور المتطاوِلة؛ لكنها كانت تُسجَّل وتتناقلها الأجيال.
أما في عصرنا، فإن الأخدود بات يتكرَّر في عدد من البلاد بفعل الأسلحة الفتَّاكة، وعلى مسمع ومرأى العالم من غيرِ استنكارٍ ولا عمل على وقفه!
ولكن مما يطمئنُنا أن الله سبحانه مطَّلع على ما يجري؛ أليس قد قال: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 9،
وقال: ﴿ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴾ [البروج: 20]؟
وتسجيلُها في القرآن مما يطمئن المؤمنَ أن العدالة الإلهية لا تُهْمِل الظالمين.
8- أن تعلم:
أن الله سبحانه قد أخبرك بأنه قريب، واختصر لك الطريق رحمةً بك، فلماذا تذهب إلى البعيد؟
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186].
9- أن تعلم:
أن التوكل على الله سبحانه أمانٌ وكِفاية؛
قال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾ [الزمر: 36].
فهو سبحانه منيعُ الجَناب، لا يُضام من استند إلى جنابه، ولجأ إلى بابه؛ فإنه العزيز الذي لا أعزَّ منه كما قال ابن كثير.
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، قال الربيع بن خُثيم: (إن الله تعالى قضى على نفسه أن من توكل عليه كفاه، وتصديقُ ذلك في كتاب الله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾).
10- أن تعلم:
أن الثقة بالله سبحانه إيمان، واليأس كبيرة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجِب ربُّنا من قنوط عباده وقُرب غِيَرِهِ، ينظر إليكم أَزِلينَ قَنِطين، فيظلُّ يضْحك؛ يعلم أن فرجَكم قريب))[2].
وصدق من قال:
دعِ المقاديرَ تجري في أعنَّتِها
ولا تنامَنَّ إلَّا خاليَ البالِ ما بين غَمضةِ عينٍ وانتباهتِها
يغيِّر الله من حالٍ إلى حالِنعم، قد ينام الإنسان على أمر قد يئِس من تغييره، ويصبح وقد انفرج.
وصدق من قال:
قُل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَهُ
ومضى يُضيِّق حولنا الآفاقَا سرُّ السعادةِ حُسنُ ظنِّك بالذي
خلق الحياة وقسَّم الأرزاقَاكتبه/ أ. معيض محمد آل زرعه..
المصدر/ شبكة لألوكة.
المنشورات: 1
المشاركون: 1